السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بارك الله لنا ولكم في هذا الموقع الأكثر من قيم وجزاكم الله خيرا.
سيدي المستشار أنا طالب جامعي وإمام مسجد بفضل الله أبلغ من العمر22عاما بدأت قصتي منذ وفاة والدتي يرحمها الله في العام الماضي
حيث انه تدهورت أوضاعي من كل النواحي والحمدلله وبعد ذلك بفترة ليست ببعيدة عرض علية شخص من أقاربي الزواج وحببت لي هذه الفكرة.
وأظهرت إلي فوائدها وتحمست جدا وقلت له اني أريد ابنت خالي وكلمه على الفور وأتت الموافقة في الاسبوع التالي
وجاء وقت الإتفاق والنظرة الشرعية وتمت الأمور على مايرام وكانت ماشاء الله من أجمل مايكون.
ولكن كانت مازالت صغيرة في الصف الأول الثانوي وكانت أمها تريد ان يكون زواجناعندما تتخرج من الثانوية
ولكنني كنت أريد ان اخرج مسرعا مما أنا فيه في منزلي حيث تعرض علية الفتن من تلفاز أبي.
وكشف زوجة أخي وغيرها فاستخرت الله ولم ارتح لهذا الرد ففسخت الخطبة وكان فيما كان انه في تلك الفترة فترة الخطوبة قدجاءني عرض من رجل من جيراننا تتوفر في أخته جميع المواصفات التي ارشدنا اليها رسولنا صلى الله عليه وسلم ماشاء الله تبارك الله
وكان عرضه علية جديا ولكن كانت تقريبا نفس القصة الأول فهي أيضا صغيرة بل أصغر من ابنة خالي فاستبعدت ذلك الأمر جدا لأنها في الصف الثاني المتوسط وأنا أريد الزواج في سنة الخطبة وبعد ذلك طلبت من رجل فاضل البحث لي عن فتاة فقال ابشر ومثلك يزوج أسأل الله ان يجعلني خيرا مما يظن
وبفضل الله تم العثورعلى أسرة كريمة ذات دخل محدود طيبون للغاية وذهبتا أختي وخالتي سامحهما الله على ماقالتا لي فقد وصفو العروسة لي وصفا خياليا جدا من فوقها إلى أسفلها فسررت كثيرا وحمدت الله على هذه النعمة ومن الجدير بالذكر ذكر أنه كانت أيضا خالتي الكبرى قد خطبتني لابنتها الفاتنة الجمال منذ ان كنا صغارا
ولكن أختي وخالتي كانتا تعيبان في ابنة خالتي ويحذروني منها بخلاف أبي الذي كان مصرا جدا ان اتزوجها ولكنني كنت مترددا وكنت أقارن بين جمال خطيبتي التي لم أرها وبين ابنة خالتي الفاتنة فكنت أسمع منهما إجابات استنكارية للغاية وأنه لا مقارنة بينهما فزاد تشوقي إلى رؤية خطيبتي التي أصبحت لا تفارق مخيلتي كزوجة حسناء جميلة
ولما جاء وقت النظرة واتفاق الرجال طبعا كانت هنالك الصدمة التي مرت مرور الكرام فقد رأيتها وهي ليست على طبيعتها وكان شعرها مسرحا بالاستشوار وخدعت فيها فجاءت كما كانت على مخيلتي ولكنها في الواقع أو الطبيعة خلاف ذلك تماما
فاكتشفت ذلك في ليلة الملكة التي صدمت بها صدمتا هائلة لأنني تمعنت النظر في ملامحها فأدركت وقتها أنني خدعت ولكنني كتمت هذا الأمر عدة أسابيع ولم استطع بعد ذلك التحمل فأتيت إلى أختي وخالتي ووبختهما على ظلمهما لي وعشت فترة كئيبة ثقيلة مليئة بالندم والحسرة والحيرة
ومما زاد الطين بلة هو ان زوجتي شافاها الله وأبعد عنها الضر والمسلمين أجمعين لها رائحة نفس كريهة لاتطاق وفيها عيوب خلقية وجسدية أيضا تجعلني أشمئز وأنفر منها ولكن مراعاة لشعورها لم أبين ولا لبرهة سوء ماألاقيه منها حرصا على الا اجرح مشاعرها وأحاسيسها
وفي يوم من الأيام اتفقنا ان نجلس جلستا حميميتا لكن دون المباشرة والفض ولكن هذا الأمر للأسف الشديد قد حصل وبعدها بفترة لم استطع التحمل أكثر وكدت أجن من نفرتي منها وعدم رغبتي فيها وكيف أني لو صبرت لنلت مرادي وذهبت إلى قراء وتوقعتها عينا على ماقال لي بعضهم أوسحرا
ولكن في الحقيقة ماأجده منها ليس سوى عدم الرغبة فكدت ان أطلقها حتئ لا أظلم نفسي ولا أظلمها معي ولكن لم يسمح لي ضميري بأن أطلقها لأنني عاشرتها وقلت والله لاأرضاها على أختي فكيف أرضاها على هذه المسكينة التي كانت تبكي ليل نهار عل حالتي التي حطمتها كثيرا فهي لا ذنب لها في كل ماحصل
غيرأنها تزينت ساعة النظرة وضغطت على نفسي وكابدتها وقلت لعل الأمور تتحسن بعد الزواج وان لم تتحسن أطلقها تسريحا بإحسان من دون ان أفضحها مع أنني أعلم جيدا أنني لم ارتكب جريمةالزنا والعياذ بالله ولكن العادات والتقاليد تحرم أحيانا ماأحل الله وتم الزواج
ومرت الأيام والليالي ولكن ياالله يالها من ليالي سوداء مظلمة فقد كانت مليئة بالآهات والأنات والبكاء هي من أمامي وأنا أداري دمعتي حت لااضايقها أكثر وافقدها ثقتها في نفسها فقد كنت أقول لها أنني متعب ولاذنب لها في نفرتي الدائمة منها فأنا والله ياسيدي المستشار لا اطيق النظر إليها واكره حتى قربها مني ولكنني أحرج ان أردعها عني حتئ أصبحت هي التي تتقرب إلي جنسيا
ولكنني اعاشرها وأنا لست متلذذا بها فأنا متقزز جدا من مظهرها ورائحتها التي تزيد كراهة مع الجماع وفي مطلع الشهر الثالث من زواجنا جاء الخبر المفرح المحزن فوالله ياسيدي المستشار لم أدري أأفرح بمولودي فطرة السرور الأبوي أم اني أحزن لحالي أم أفرح
ولم اظهر لها أية مشاعر تجاه هذا الحمل لأنني كنت عازما على تطليقها ولكن الآن تصعبت الأمور وأصبحت اتلقى التهاني والتباريك منها ومن أهلها ومن أهلي ومن كل من عرف ولكن ياللأسف كل هؤلاء لا يعلمون مابداخلي من نار مشعلة لا تنطفي فشبح الطلاق يمر علية في كل لحظة
ولكن أخشى ان يحدث شيئا لزوجتي لأنها شديدة التعلق بي جدا جدا ولا تفكر في لحظة أنني سأتركها وهي والله دائما تطيب نفسي وتفعل لي كل شئ لكي أرضى عنها لكنني لم استطع التفكير في العيش معها وأنا الآن ياسيدي المستشار عازم على الطلاق بعدالاستخارة لأنني لاأتصور أبدا كيف أعيش في هذا الضنك والطلاق بيدي وهو بإذن الله خير لي ولها
ولكنني ياسيدي أعجز عن قول السبب لكي لااجرح مشاعرها وأهلها فماذا أفعل ياسيدي في هذه الحالة وماذا أقول لها ولأهلها الطيبين الذين سأحرج منهم كثيرا وجزاكم الله خيرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
مرحباً بك أخي الكريم في موقع المستشار وكل الشكر والتقدير لك أنك منحتنا من ثقتك ووقتك، وبعون الله تعالى ستجد ما أتيتنا باحثاً عنه هنا.
أخي الكريم :
اسمح لي أولاً أن أبين لك نقطة مهمة وهي:
أنك في كل حديثك تركز على مسألة جمال المظهر وهذا في الحقيقة ما جعل الأمر أصعب بكثير عليك إضافة إلى أنك لم تحرك ساكناً في الأمر بل بقيت صامتاً.
الآن أخي الكريم أنت أمام خيارين:
الأول: أن تمضي في الطلاق وليس بالضرورة أن تبين الأسباب وإن كنت متردداً في تبيان السبب فهذا يعود إلى عدم قناعتك أنت به بدرجة عالية.
الثاني: أن تصارح نفسك وتحدد الأسباب الفعلية لعدم رغبتك في الاستمرار معها فإذا كانت ما ذكرته فقط فالحل سهل جداً .
جمال الشكل يغطيه جمال الروح وهذا واضح في كلامك عنها أنها تتقرب منك وتحاول فعل ما يرضيك فلا تنسى هذا لها.
وفيما يتعلق برائحة الفم فيمكن أن تستعين بأختك أو خالتك لإخبارها بالأمر ومن ثم يمكن معرفة السبب ومعالجته فتصلح الأمور.
وتذكر أخي الكريم أن الحياة لا تأتي بما ترغبه أنت تماماً كما ترغبه أنت بل إن الله سبحانه وتعالى يرزقك بما هو أفضل لك وأحسن مما رغبته وطلبته فقط أمعن النظر حولك وسترى أنك في حال أحسن مما تظنه .
أحسن الثقة بالله تبارك وتعالى وتوكل عليه صدق التوكل وادعه بأن يختار الخير لك ولأهلك .
وتذكر أخي الكريم أن جمال المرأة الظاهر جمل ناقص ما لم يكن داخلها طاهراً ومن طهر داخلها وإن كان مظهرها عادياً فهي خير متاع الدنيا .
وفقك الله للخير دوماً وأحسن إليك .
الكاتب: د. عبدالله عبدالرحمن السبيعي
المصدر: موقع المستشار